الأحد، 27 يونيو 2010

أمريكا تخشى العفاريت





عفاريت الإنترنت:
أمريكا أقوى دولة في العالم تخاف من العفاريت


- عندما أرهبت العفاريت الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض
- الاستخبارات الأمريكية تبحث عن حقيقة (إبراهام لينكولن)
- قصة الأرواح التي طردت مصريًا من منزله بعد 50 يومًا من الحرائق


كنت قد دخلت في سيجال مع الزميل وليد الغمري رئيس التحرير، حول ما يعرف بـ (علم الباراسيكولوجي)، أو علم ما وراء الطبيعة، وتساءلنا هل الخوض في مثل هذه الموضوعات خلال (الملتقى الدولي الجديد) لا هدف منه سوى تسلية القاريء العزيز، وتقديم وجبة مثيرة وساخنة من الكتابة؟!، وفي النهاية قررنا أن نخوض التجربة بشكل علمي، فهو علم معروف على مستوى العالم، ولدينا الكثير من الظواهر التي تستحق بالفعل التعاطي معها، وارتأينا أيضًا إن مثل هذه الموضوعات ستفتح النوافذ، وترفع الجسور لنتلاقى معك، فكلنا نعمل من أجلك أنت، عزيزي قاريء صحيفتنا الغراء، فاسمحوا لي أن أسبح معكم خلال السطور التالية في عالم يكتنفه الغموض ولا يخلو من إثارة:
صدق أو لا تصدق، أمريكا أقوى دولة في العالم تخاف من العفاريت، هذا الكلام ليس على سبيل المزاح ولا حتى المبالغة، ففي العام 1998، وفي عصر الإنترنت والتنزه على سطح المريخ، وفي أكثر الدول تمسكًا بالعلم، وأكثرها تقدمًا، جرت تحقيقات أمنية رفيعة المستوى شارك فيها جهاز الأمن القومي لمعرفة حقيقة الأشباح التي تداهم البيت الأبيض، وقتها كان كلينتون هو رجل المكتب البيضاوي والمتربع على عرش العالم، ولكم يتضح هدف الأشباح التي ارتعب منها كلينتون، الذي كان مغرمًا بأشباح أكثر جمالاً وأنوثة على شاكلة مونيكا لونيسكي صاحبة الفضيحة التي لا تقل عن فضيحة وتر جيت!!.
وبغض النظر عن سخرية بعض الأمريكان – وقتها – من قصة عفاريت البيت الأبيض، وعما ذهب إليه البعض من إن قصة العفريت مفتعلة لإبعاد الناس عن قصة العفريت الأكبر كلينتون وعلاقته الغرامية في مقر الحكم!!.
وبعيدُا عن شبح البيت الأبيض، يقال أن العفريت انتشرت في أرجاء المعمورة، بدءًا من واشنطن وحتى جامعات لندن العريقة التي حظيت بشهرة كبيرة في صناعة العقول، وكم أفرزت من علماء أجلاء، ومنها جامعة أكسفورد الأشهر بين جامعات العالم المتقدم، ومرورًا عاصمة النور باريس، وكيف لا وهي المعروفة سلفًا ببلاد الجن والملائكة.
ومادام هذا هو واقع العفاريت التي عربدت في دول العالم المتقدم، فما حال دول العالم المتخلف الفقير؟!، بالطبع لم يتركها العفاريت وشأنهم، ولم تعطف عليهم رغم البؤس المرتسم على السحن التي تعاني العوز والمرض والحكومات، فعلى سبيل المثال كان لنا موعد مع العفاريت في قرية من قرانا المصرية ايسمها (سيد خميس)، ولا أعرف سر التسمية لكن ما أعرفه هو أن حرائقًا غامضة اشتعلت على مدار خمسين يومًا حولت بيت المواطن التعس المدعو السعيد يحيى إلى رماد، ففر هاربًا بحياته، تلك الحرائق أعزاها الأهالي من شهود العيان إلى العفاريت، ولم يستطع أحد تكذيب ادعاءات الأهالي بعد أن فشلت الجهات الأمنية في الوصول لأسباب غير ميتافيزيقية لتلك الحرائق البشعة واسعة المجال في قرية لا يستخدم أهلها أجهزة تكييف عملاقة ولا ماكينات تستدعي وجود أسلاك الضغط العالي المشهورة بالصواعق والحرائق!!، كما تأكد للأهالي أن العفاريت هم أبطال تلك الحرائق المتواصلة، والتي ظلت تحدث لثلاث مرات يوميًا على مدار خمسين يومًا بالفعل، خاصة عندما حكى لهم السعيد صاحب البيت إنه يعزو تلك الحرائق إلى ذبحه لقط أسود وجده يسرق طعام أولاده ذات ليلة، ولابد – وفقًا لاعتراف السعيد – أن هذا القط كان جنيًا ظهر له على هيئة قط.
والسؤال الذي أطرحه الآن: كيف يستقيم الحديث عن عفاريت في القرن الواحد والعشرين؟!، وهل هي مجرد خرافات بعيدة الغور في نفوس البشر من الإنس، والذين لابد لهم من وجود (القرين)، بغض الطرف عن قصة القرين على طريقة حسن حسني ومحمد هنيدي في مسرحية (حزمني يا)!!.
الأنس والجن
ونبدأ من الأسطورة الرائجة في معظم ثقافات الشعوب منذ آلاف السنين، فالسنون مرت ولا تزال الأجواء الميتافيزيقية تحيط بالكرة الأرضية، وتقول الأسطورة أن حواء وضعت الكثير من العيال في جنة عدن، وحسب الأسطورة أرادت حواء الاحتفاظ بأكثر عيالها جمالاً بعيدًا عن آدم، في مكان ما، تأتي إليه كلما طاب لها أن تستمتع بالنظر لعيالها، وذات مرة جاءت إليهم فلم تجدهم، وراحت تبكي حينما علمت أنهم تحولوا لعفاريت تحت الأرض عقابًا لها، وهنا تؤكد الأسطورة أن ثمة أخوة بين بني الجن وبني البشر!!.
وفي كتاب صيني يعود إلى ما قبل الميلاد بنحو 1700 سنة، ومعنون بـ (لا تخافوا الأشباح)، تأكيدات على أن العفاريت مخلوقات لا حول لها ولا قوة، ومحاولاتها لإخافة بني البشر محاولات يائسة لإثبات وجودها في العالم الذي خرجت منه عنوة، ويرى الكتاب إنه من الضروري أن يتعاطف الإنس مع الجن المغلوب على أمره!!.
وهناك شعوب تنظر للعفاريت نظرة أخرى، فلا وجود لمن يستطيع أن يواجه العفاريت مثلما فعل (المارد) الصيني الجبار قديمًا وحديثًا، فعلى الرغم من المثل الشعبي المصري (لا عفريت إلا بني آدم)، هذا المثل الذي يؤكد الأسطورة سالفة الذكر، نجد المصريين القدماء من أكثر شعوب العالم القديم مخافة من الأرواح الشريرة، فكانوا يتحاشونها بكل السبل، بدءًا من تعليق سنابل القمح على أبوب البيوت حتى لا تصيب الأرواح الشريرة سكانها، إلى وضع الأحجبة والتمائم مع الموتى في قبورهم، حتى لا تصيب الأرواح الشريرة الموتى بسوء خلال رحلة الموتى للعالم الآخر!!.
وفي ذات السياق اخترع الأمهريون القدماء (الزار)، المعروف في منطقة الشرق الأوسط بأسره، رغم اختلاف المسمى، منها (الطبوب) وغيرها، والغرض من الزار علاج من تلبستهم الأرواح الشريرة، وخاصة النسوة، حيث يدخل العفريت في جسد المرأة (المربوحة) أو (المسمومة) أو (الملبوسة)، حيث يسيطر العفريت على تلك المرأة، فيتم تلطيخ المرأة المسكونة بالدم، حتى ولو كان دم دجاجة تذبح تحت أقدام تلك المرأة، وتتصاعد دقات الدفوف والتمتمة والصياح والحركات التشنجية من كل الحضور في طقوس معروفة ومتوارثة سيما في مصر، وجدير بالذكر أن الصحافة بشكل شبه يومي تطالعنا بحوادث وكوارث أبطالها من العفاريت، ولا حكم للقانون والدستور على عفريت، إلا قاعدة (دستور يا اسيادنا)، و(ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم)، و(واللهم احفظنا)، وخلافه!!.
عندما يتفوق البشر
ويرتعب كافة البشر من العفاريت والجن والأرواح باستثناء الصينيين في كتابهم الذي ذكرته من قبل، ولدينا من المصادر الكثيرة التي أكدت تفوق البشر أحيانًا، ومن تلك المصادر القرآن الكريم، حيث نسب إلى بشر أعمالاً خارقة تعالت فيها الإرادة الإنسانية على القوى الميتافيزيقية الخفية والغامضة، ففي القرآن الكريم مثلاً نجد قصة سليمان الحكيم (عليه السلام) مع عرش بلقيس، عندما أراد سليمان الذي سخر الله تبارك وتعالى الجن ليشهد عرش ملكة اليمن، فطلب من الحضور في مجلسه، ومنهم الأنس والجن، أن يأتوه بالعرش، فقال له أحد الجن الحضور ما معناه إنه يستطيع الإتيان له بعرش بلقيس قبل أن يقوم من مجلسه، فيما أكد بشري ممن عندهم علم الكتاب لسليمان إنه يستطيع أن يفعلها خلال طرفة عين!!.
على أية حال، استمرت العلاقة بين البشر والعفاريت غامضة، فظهرت في آداب العالم على شكل روايات وملاحم أشهرها (حكايات كانتربري) التي كتبها القس الإنجليزي جيوفري تشوسر في القرن السادس عشر، ومعظمها دارت حول العفاريت ومواقفها مع البشر، وهي تشبه إلى حد كبير الحكايات التي جبل على سردها العالم القديم والحديث!!.
وتلك الحكايات تذكرنا بحكايات مصرية مثل حكاية (أبو رجل مسلوخة)، و(أمنا الغولة)، وسواهما من أماثيل التراث المصري الخصب الحافل بحكايات تبعث على الرعب مازالت تحكى للأطفال عن طريق الأمهات والجدات بحثًا عن الإثارة، والتلذذ بالغموض والبعد عن الواقع المعيش، أو حتى من أجل تخويف الصغار، وأرى أن تلك الحكايات لم تعد قادرة على تخويف الأطفال الذين يجلسون أمام التلفاز يشاهدون أفلام الرعب والمصارعة الحرة بتلذذ غريب يستحق الدراسة.
وعلى صعيد آخر، كانت هناك أعمال أدبية تستهدف السخرية من العفاريت، بالصرف النظر عن الأعمال العالمية التي أسبغت نوعًا من الاحترام على العفاريت والأشباح والأرواح الشريرة، مثلما فعل الكاتب الإنجليزي الأشهر وليم شكسبير في مسرحيته التي تعاطها العالم (هاملت)، حيث أخبرت الأرواح الأمير هاملت التعس بسر العلاقة الشائنة بين أمه وعمه وراح ضحيتها أبوه، تلك الوشاية من الأرواح التي دفعت الأحداث إلى حمَّامات الدم!!.
وفي (دون كيشوت) للإسباني ميجيل دي سرفانتس يحارب الفارس النبيل – المخبول – طواحين الهواء على إنها مردة وأرواح شريرة، ويركب بغلة عجفاء ضعيفة مستضعفة رافعًا سيفًا خشبيًا لا يختلف عن عود حطب يهش به راع على غنمه، في وجه تلك الأرواح التي تريد – حسب ظنه - الشر لبني الإنسان، ويفجر ميجيل دي سرفانتس في رائعته بركانًا من السخرية اللاذعة من أوهام البشر.
أما الفرنسي فولتير في كتابه (كانديد)، فكان ساخرًا للغاية، متطرقًا إلى لجوء محاكم التفتيش الكنسية لحرق الهراطقة ومنهم رجل جرؤ على أكل أمعاء دجاجة، في الوقت الذي كانت فيه الكنيسة تحرم على أبنائها ذلك، كما أحرقت امرأة فقط لأنها (ملبوسة) بعفريت!!.
قوى من العالم الآخر
وهنا نأتي إلى نقطة بالغة الأهمية والخطورة في سيرة العفاريت على وجه الأرض، وعبر كل العصور، ومن ذلك قيام بعض الأشباح غير مألوفة مستهدفة إزعاج البشر، وبث الرعب في نفوسهم، وهو فيما يبدو نوع من الانتقام تقوم به ا؟لأرواح التي عوقبت بالنزول تحت الأرض، لكي تأخذ بثأرها ممن ينعمون بنور الشمس على سطح البسيطة، وربما تكون هذي الأرواح لقتلى ومغدورين جاءوا للانتقام من قاتليهم، وهي فكرة رائجة في أغلب الشعوب.
ويروي كتاب صدر تحت عنوان (قوى من العالم الآخر) ببريطانيا، للكاتب بريان لين، والكتاب يحكي قصة شبح إنجليزي مخيف يظهر للناس في منزل بعينه منذ العام 1675 وحتى اللحظة الراهنة، شبح يتمتع بطول العمر وربما كانت له عائلة تشاركه هذا المنزل الذي تتوارثه أجيالاً من تلك العائلة العفريتية، وهذا الشبح المسن والعتيق – حسب المؤلف – يظهر لرجل بريطاني يعرفه المقربون بالحكمة والعقل الراجح، رجل يرفض مثل هذه الخرافات، لذا فكان الجميع على ثقة من أن حكايات الرجل المرعبة عن العفريت مديد العمر الذي يظهر له ليس مجرد ادعاءات ولا طريقة للبحث عن الشهرة، خاصة وأنهم كانوا يرون بأنفسهم المنزل المعروف بـ (منزل الأجراس العتيقة) قطعة من جهنم، وعندما يهرعون لإطفائه لا يجدون أية آثار لحريق، ولا يجدون إلا صاحب البيت الذي يحكي لهم عن النار التي لفحته دون أن يراها كما ارتأوها هم من الخارج، فينصرف الناس مندهشين، وتوالت الأحداث الغريبة تتوالى على المنزل فاستشعر الرجل وأسرته باهتزازات عنيفة، وكم لفحته حرارة النيران المستترة، فضلاً عن أصوات النحيب في الساعات الأولى من الصباح، مختلطة بضحكات عبثية لمخلوقات معذبة، وحين أراد صاحب المنزل أن يضع حدًا لما يحدث يوميًا، ففكر ذات ليلة أنم يترك المنزل للأشباح ويفر بأسرته بعيدًا، وحين خلد الجميع للنوم ظل هو ساهرًا في تلك الليلة حتى ظهر له عفريت على هيئة نار، وطالبه العفريت بالاطمئنان، وأخبره إنه عفريت مظلوم وغلبان، ولن يتعرض له بسوء، فتغلب الرجل على خوفه، وسأل الشبح عما يريده، فأجابه الشبح بأنه قتل مذبوحًا في هذا المنزل في العام 1675، وأن روحه المعذبة مازالت هائمة ليتسنى له إرشاد شخص عن كنز دفنه في مكان ما قبل أنم يقتل، وتم العثور على الكنز في أحد شوارع بريطانيا بعد أن صرح الشبح لصاحب البيت بمكان الكنز، وهو عبارة عن كمية من العملات الأثرية الذهبية!!.
شبح ديانا الجميلة
وهناك أشباح عالمية، مثل شبح الأميرة المصروعة ديانا التي لاقت حتفها في العام 1997 بصحبة دودي الفايد، في حادثة قيل أن الاستخبارات البريطانية هي التي دبرته، أما عن قصة شبح الأميرة التي أطلقوا عليها في حياتها أميرة القلوب، فقد أوردت صحيفة (الأندبندنت) الأشهر بين صحف بريطانيا ذات المصداقية، أقوالاً لخمسة أشخاص أكدوا أنهم رأوا شبح الأميرة في رواق بقصر سان جيمس، وأضافوا إنها كانت تظهر على الجانب الأيمن للوحة عملاقة لطليقها الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا.
وفي واشنطن، وبالتحديد في عهد كلينتون كما أسلفت، ظهر شبح الرئيس الأسبق أبراهام لينكولن يتمشى منتشيًا في أحد الممررات مكررين بذلك ما سبق تأكيده من ظهوره في العام 1985، وكأنه يريد أن يحكم أمريكا من جديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق