من أفواه المساجين:
حكايات السجون أثناء الثورة
هنا المنطقة المركزية لسجون طرة، حيث الحراسة المشددة والدبابات وأفراد الأمن الذين انتشروا حول المكان فتحول إلي ثكنة عسكرية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وخلف الأسوار يتوارى كل من: علاء وجمال مبارك، أحمد نظيف وحكومته وأعوانه ورموز نظام أكل من لحمنا وارتوى من دماء الشعب، هنا قد يأتي غدًا أو بعد غد المخلوع مبارك في سابقة قد تكون الأولى من نوعها في تاريخ الشعوب العربية، ليكون هو وابناه وأركان نظامه أيضًا نزلاء زنازين عاش فيها قبلهم سجناء سياسيون لايزال كثيرون منهم خلف القضبان، إنها تدابير الله في خلقه.
هذا المكان لم يدخله صحفي قط سوى مكرم محمد أحمد أثناء حوارات صحفية أجراها في بداية التسعينيات مع بعض قيادات الجماعات الإسلامية حول مبادرة وقف العنف.
تلك المنطقة المحفوفة بالوجع والمليئة بسنوات شباب ورجولة انفرطت هنا في دهاليز تلك البناية الغامضة، العقرب، شديد الحراسة، سجن 992 طرة، كلها مسميات لهذا السجن الذي ظل منذ إنشائه في العام 1993 سرًا من أسرار الدولة البوليسية في مصر، وأنشيء العقرب بمعونة أمريكية خصيصًا ليكون مأوى للسجناء والمعتقلين من الجماعات الإسلامية، كما كان دائماً السجن اللغز في سلسلة السجون المصرية الذي لا أحد يعرف عنه شيئًا ربما بسبب أن كل نزلائه قبل ثورة يناير كانوا من السياسيين المحكومين أو المعتقلين في قضايا كبرى، فهنا يعيش المهندس محمد الظواهري شقيق الدكتور أيمن الظواهري، ومنذ أيام خرج منه بدري مخلوف بعدما قضي عشرات السنين خلف جدران هذا المكان الغامض، وهنا أصحاب قضايا "الوعد وطلائع الفتح واغتيال السادات وفرج فودة ومحاولي اغتيال نجيب محفوظ"، وهنا أيضًا أصحاب قضايا "العائدون من ألبانيا وتفجيرات الأزهر والتحرير والسيدة عائشة"، هنا عالم آخر من الحكايات والتفاصيل المثيرة والغريبة التي تتناقض في الرؤى ما بين أصحابها، وبين من وضعوهم خلف هذه القضبان.
ودخول العقرب لأي زائر أمرًا قاسيًا، باب حديدي ثقيل، أخضر اللون، تمر عبره إلى مكان ضيق مثل صندوق صغير، ثم تعبر بوابة أظنها إليكترونية، تعبر من حجرةٍ إلى حجرة، ومن ممر إلى ممر، لتجد نفسك فجأة فى مكان متسع عبارة عن حديقة كبيرة، هي أرض الملعب، بجوارها مكان آخر مخصص للزيارة، وعبر بوابة من القضبان الحديدية تدخل فتغلق خلفك لتجد نفسك واقفًا في بهو صغير وسط مجموعة أخرى من الغرف الصغيرة منها مكتب مأمور السجن.
يقول مجدي إدريس حسن، أحد المحكومين في هذه قضية "تنظيم الوعد" المعروفة إن اسم التنظيم اشتق من عنوان رسالة بحثية كان قد تقدم بها لإحدى المسابقات التي نظمها المركز الإسلامي بدولة الإمارات، وعندما ألقت الشرطة القبض عليه وزملائه اختارت هذا المسمى للقضية.
وعن أحداث أو محاولات الهروب وقت الثورة، يقول إدريس: كنت آنذاك في سجن ليمان طرة حين سادت حالة من التذمر بين السجناء الجنائيين، وأخذوا يطرقون علي أبواب الغرف من يوم الجمعة 28 يناير، وبدأت إدارة السجن تتعامل معهم بإطلاق الأعيرة النارية باتجاه العنابر، كنت أتابع ما يحدث من خلف السور الفاصل بين العنابر الخاصة بالسياسيين والجنائيين، وكان هناك تواجد أمني مكثف لحراس وضباط السجن الذين لم يكتفوا بالوقوف داخل أبراج الحراسة فقط، بل انتشروا فوق السور الممتد حول السجن، خاصةً المتجه نحو عنبر الجنائيين، وكان معاون المباحث، محمد سامي، واقفًا على السور، وأنا كنت واقفًا تحت السور، بص لي وقال: "سلام عليكم يا شيخ"، "وعليكم السلام"، "عاجبك اللي بيحصل ده يا شيخ؟"، "لأ طبعا"، "والله أنا فـ أجازة، ومش ملزم بحاجة، وماحدش حـ يسألني انت ماجيتش ليه؟!!، ولا حد حـ يحاسبني، لكن علشان الخاين المجرم ده اللي اسمه العادلي، واللي عمله حـ انشرب مرارته كلنا، أنا بدافع عن بيتي وأهلي واولادي". ويرى إدريس إن عدم اتجاه السياسيين للهروب يعود إلى إن معظم السجناء السياسيين درسوا الحقوق والعلوم السياسية وحصلوا علي الماجستير أو دبلومات في العلوم، وهم داخل السجن، وكثيرون منهم لديهم أمل أن يستطيعوا الاندماج في العمل العام بعد خروجهم من السجن، فإذا فكر أحدهم في الهرب سيعيش مطاردًا وسيحرم نفسه من هذا العمل، وهذا الأمل بعد هروبه، هذا فضلاً عن أن إدارة السجن لم تسمح فعلاً للجنائيين بالخروج، بل إنها أحبطت تلك المحاولات، ونحن شهود على ذلك.
رواية أخري لسجين آخر من سجناء نفس القضية، اسمه عمر حاجاييف محمد، عمر سجين أجنبي، حوكم في قضية "تنظيم الوعد" بالسجن خمسة عشر عامًُاً، قضي منها عشرة أعوام، يقول عمر: يوم السبت 29 يناير لم تفتح أبواب الزنازين كما اعتدنا أن تفتح لنا في السابعة والنصف أو الثامنة صباحًا، وظللنا ننادي علي الشاويش حتي قام بفتحها الساعة العاشرة، وبعد العصر سمعنا أصوات هتاف المتظاهرين يمرون بالطريق خارج السجن ويهتفون "الحرية.. الحرية"، ثم فوجئنا بحريق كبير في منطقة الهيش المحيطة بالسجن، وألسنة اللهب ترتفع لأعلى السور الذي يبلغ ارتفاعه حوالي ستة أمتار، هذا السور الفاصل بين عنابر السياسيين والجنائيين، وقتها قالوا إن الحريق سببه كابل كهرباء تسبب في حريق بالهيش، لكن بعدها الشاويشية قالوا إن الناس الذين كانوا يهتفون خارجد السجن قذفوا زجاجات مولوتوف على الهيش، وسمعنا في إذاعة الـBBC عن اقتحام سجن أبو زعبل، والمرج، وهروب المساجين، واكتشفنا حالة هياج قوية في عنبر الجنائيين، بعدها شاهدنا أفراد الحراسة في الأبراج يطلقون النار علي السجناء الجنائيين، ولما شاهدنا الأوضاع تتطور بهذا الشكل خفنا ندخل الزنازين، وأرسلنا أحدنا يطلب من الإدارة أن نظل خارج الزنازين، ووعدناهم بكلمة شرف إننا لن نفعل شيئًا، وفعلاً نمنا ليلتها في ملعب السجن، واستمر ضرب النار أكثر من أسبوع، وعرفنا إن الجيش كان يتعامل مع ناس خارج السجن حاولوا اقتحمه حوالي 3 مرات، والجيش تصدى لهم، وقتها الشاويشية كانوا يلبسون الملابس المدنية، بعد أيام من الأحداث كان هناك 4 أو 5 عساكر هم فقط الموجودون على السور، جلسوا كثيرًا من غير أكل ولا شرب ولا حتى تغيير وردية، بعدها نزلوا وشغل الشاويشية أماكنهم لفترة حتى جاء عساكر يبدو أنهم من مكان آخر غير السجن.
وأضاف عمر: لم تكن لدينا أية نية للهرب، ولم تخطر الفكرة لنا من الأساس، ولماذا نهرب وفينا من أمضى سنوات طويلة في السجن وبقي علي خروجه شهور، ومن كان أنهى عقوبته ولم يفرج عنه بعد، فلماذا نعرض أنفسنا للمساءلة أو نظل مطاردين؟!!، لكننا كنا سعداء بالصحوة التي تشهدها مصر، وإن الناس رفضت الظلم وقالت "لا" بصوت عال، في البداية لم نكن مصدقين، قلنا يوم 25 سيمر مثل غيره، مظاهرات ووقفات احتجاجية تقوم ثم تنام، لكن عندما استمر الوضع ليوم 28 شعرنا إن ما يحدث حقيقة، وبالفعل مصر تتغير، الصراحة كلنا كنا خائفين على الناس لو أجهضت ثورتهم، التغيير كان حلم وأمل ليس للمصريين فقط، لي أنا أيضًا، لأن الذي سيغير مصر سيغير أوضاعنا أيضًا، وانتظرنا الإفراجات بعد سنين طويلة قضيناها في السجن.
أما سعيد إبراهيم محمد الذي اعتقل فيما عرف بـ "قضية تفجيرات الأزهر"، فيقول: كنت أتابع ما يحدث في عنبر الجنائي عبر النظارة، وهي فتحة صغيرة في باب حديدي بالسجن، وشاهدت كثيرًا من المصابين الجنائيين تقوم إدارة السجن بنقلهم إلى المستشفى فوق عربات كارو، وموجودة أصلاً لتحميل الرمل اللازم لاستكمال بناء في المستشفي، ولتحميل الزبالة أو بضاعة داخل السجن.
يستكمل سعيد: وفي هذه الأثناء كانت تلقى على عنابر الجنائيين القنابل المسيلة للدموع مما تسبب في حدوث حالات اختناق، وفوجئنا بأحد الضباط هو نفسه تعرض لحالة إغماء نتيجة ذلك الدخان وسقط عندنا في عنبر السياسيين، وحاولنا إفاقته فالوضع في السجن كان مضطربًا، وكان من الصعب نقله إلى المستشفى، خاصةً في ظل إطلاق النار الكثيف الذي كان يحدث، وقد شاهدت كثيرًا من المصابين فقدوا أعينهم بسبب طلقات الخرطوش فضلاً عن آخرين أصيبوا داخل الزنازين نتيجة إطلاق الحراس النار باتجاهها للسيطرة علي الوضع، وفوق سور السجن كان أحد الحراس يطلق الرصاص الحي عليهم، فقال له مجند آخر وهو يشير باتجاه عنبر الجنائيين: "إنت قتلته"، فرد الأول: "ديه أوامر علينا"، قلت لأحدهم: "حرام عليك انت بتضرب كده تموتهم"، فأجاب: "يا شيخ ديه أوامر علينا".
أبو العلا محمد عبد ربه، المحكوم عليه بالسجن في "قضية اغتيال فرج فودة" يبدأ حكايته الأولى عما حدث في سجن العقرب وقت أحداث الثورة، وأنباء هروب السجناء من سجون أخرى، فيقول: كنا حوالي مائة وخمسين سجينًا سياسيًا، وكانت الأوضاع في السجون كلها علي حد السيف، أما هنا فقد أبدى بعض الشباب تذمرهم من الوضع خاصةً مع قلقهم علي ذويهم في الخارج، ومع إحساسهم بأن الأوضاع خارج السجن تتغير مع حدوث الثورة، أرادوا أن يشاركوا فيها كما ظنوا أن هناك من قد يستمع لمظالمهم وشكواهم، فبدءوا يضيقون بالأسوار والجدران التي عاشوا خلفها سنوات طويلة، خاصةً مع سماعهم أنباء عن أن السجون قد فتحت وخرج سجناؤها، فبدءوا يطرقون أبواب الزنازين في حالة من الغضب، وقامت إدارة السجن بإطلاق بعض الأعيرة النارية على الأبواب والجدران، مما أصاب أحد السجناء، بعدها استطعنا نحن الكبار سنًا أن نتكلم معهم ونهدئهم مما جعل الإدارة تشعر بالارتياح تجاه ما أصبح عليه الأمر بعد ذلك، لم يكن همنا آنذاك هو الخروج من السجن، كل ما كنا نتمناه هو أن تنجح هذه الثورة حتى ينزاح الهم الجاثم فوق صدورنا منذ سنوات طويلة، وعندما سمعنا عن الثورة المضادة تملكنا الخوف على المصريين من أن تجهض ثورتهم التي فتحت أمامنا أبواب الأمل بعدما شعرنا بأننا سنموت خلف هذه القضبان، بعدها جاء قرار الحاكم العسكري بالإفراج عن كثير من السياسيين إلا أننا مازلنا خلف القضبان رغم تغير الزمان والظروف وطريقة التفكير في التغيير ورغم مرور العمر وما عانيناه ولاقيناه طوال سنوات طوال.
شهادة أخرى من سياسي آخر، هو جمال شهري، قضية طلائع الفتح، يقول: كنت وقت الثورة في سجن ليمان طرة، وقد بدأت حالة من الهياج في عنبر الجنائي مساء يوم 28 يناير، ورأيت الحراس والضباط يقفون بكثافة في أبراج الحراسة وفوق سور السجن، ولأننا اعتدنا علي حدوث مشاكل في الجنائي اعتقدنا أن هذه المرة ضمن المشاكل التي تحدث دائمًا، عرفت بعدها أن الجنائيين رفضوا الدخول إلى الزنازين بعد انتهاء فترة التريض اليومي لهم مما اضطر إدارة السجن لإغلاق الباب العمومي للعنبر بلحام كهرباء حتى يمنعوهم من الخروج، خاصةً أن وجودهم في الحوش خارج الزنازين يجعل هناك صعوبة في السيطرة عليهم.. ثم سمعنا أصوات الناس في الشارع يهتفون للثورة، بعدها شاهدنا ألسنة لهب لحريق في السجن الجنائي، البعض قال إن فيه ناس جاية تخرج المساجين وألقت علي السجن أشياء مشتعلة، بينما قالت الإدارة قبلها إن الحريق سببه اشتعال كابل كهرباء مما أحرق الهيش "المنطقة المزروعة حول السجن"، والبعض قال إن ديه حريقة في الجنائي، بعدها بدأ إطلاق النار باتجاه العنابر الجنائية، وقتها طلب منا الحراس دخول الزنازين، لكننا خفنا أن ندخل في ظل هذه الأوضاع لأنهم كانوا حـ ينسونا لحد ما الأوضاع تهدا وماحدش كان عارف حـ تهدى إمتي، وعدنا الإدارة إننا حـ نفضل خارج الزنازين، ومش حـ نتصرف أي تصرف يضايقهم، وفعلاً استمر الحال علي الوضع ده لمدة أسبوع، هياج متواصل في الجنائي يقابله ضرب نار مستمر من الحراس، لكن في اليوم الثالث من ضرب النار الجيش بدأ يدخل للسجن، ودخل عدد من ضباط الجيش يتفاهموا مع المساجين ويهدوهم خصوصًا إن المساجين كانوا رافضين يتعاملوا مع ضباط حراسة السجن، لقينا الشاويشية والمخبرين جايين يقولولنا: "الجيش خلاص استلم السجن واحنا مالناش دعوة بيكم بعد كده"، وقتها كنا سامعين عن اقتحام قوات الأمن لعنبر المحكوم - يقصد سجن القاهرة - لمنع 3 آلاف مسجون تحت التحقيق من الهرب، وفي الوقت ده كان فيه قتلى ومصابين عشان كده المساجين في الليمان خافوا يحصل هنا زي ما حصل هناك، اليوم ده كانت حراسات الشرطة منتشرة فوق السور، ولما انتشرت شائعة إن الجيش استلم السجن بدءوا يسيبوا المكان وينزلوا، وبعد دخول ضباط الجيش مع الجنائيين طلع حوالي 3 مخبرين علي السور، ولقيت مخبر فيهم اسمه حسن واقف بيشاور للمساجين ويقولهم اخرجوا، وقتها ضباط الجيش كانوا مديين الأمان، ولما دخلوا عندهم ما قفلوش باب العنبر وراهم، ولما المخبر شاور لهم يخرجوا عدد كبير منهم خرج فعلاً، واضطر ضباط الشرطة يتدخلوا ويضربوا نار علي الجنائيين، فرجعوا مكانهم تاني جوا العنبر، بعدها الجيش فضل واقف حراسة علي السجن من بره، وساب الحراسة الداخلية لضباط السجن.
الشيخ محمد الأسواني، أشهر سجين سياسي هارب في مصر، هكذا يطلق عليه رغم ما مر به من العمر، وما آلت إليه صحته اليوم، حيث إنه مازال سجينًا في سجن ليمان طرة، لكنه له شهادته الخاصة من داخل مستشفى السجن الذي لا تسمح له حالته الصحية بمغادرته، يقول: إحنا سمعنا إن كل شوية سجين يهرب، لكن عندنا في طرة الإدارة تصدت بحزم للجنائيين لما حصلت حالة قلق منهم، المستشفى بتاع السجن مكانه قدام المشرحة، لقيت حوالي 7 - 8 جثث لمساجين فوق عربية كارو وداخلين بيهم للمشرحة، كان معظمهم إصابات في الرأس أو الصدر أو العين، كنت عارف إنهم حاولوا أكتر من مرة يعملوا تمرد عشان يخرجوا لكن كان نفسي طريقة التعامل معاهم تكون مختلفة، يعني الضرب يبقي للتعجيز مش القتل، يبقي مثلاً في الرجلين، لكن فيه حالات كتير للمصابين كانت في العيون، لدرجة إن كتير فقدوا نظرهم بسبب الخرطوش، الأحداث ديه اتكررت بعد كده كتير واترتب عليها تغيير إدارة السجن بعد كده، لكن للأسف إللي جه جديد هرب منه مساجين قبل كده، متخيلين حـ ايعمل إيه دلوقتي.. لكن الحق يتقال ماحدش فتح السجن ولا إدي فرصة لمسجون إنه يهرب، وزي ما قلت الإدارة تصدت بحزم لمحاولات الهروب.
الشيخ محمد الأسواني له حكاية مع الهروب، فالأسواني محكوم عليه بالمؤبد في قضية اغتيال السادات، وقد استطاع الهرب من سجن ليمان طرة في العام 1988 ومعه اثنان من زملائه، هما الرائد عصام القمري، ومساعد صاعقة خميس مسلم، اللذان حوكما في نفس القضية، وبعد مرور 21 يومًا من الهروب ألقي القبض علي الأسواني فأصيب وقتل كل من عصام وخميس.